رسالة من أستاذ حول المعاملة داخل مجمع حكومي
اعتذر لمن احبهم من كل قلبي من أبناء حي العنق والله عشقت هذا الحي لدرجة لا تتصور و عملت بكل قواي على ان يكون اجمل الأحياء ولكن تكالب عليه الانتهازيون و الوصليون و المتأسلمون وساعادهم الجهال و الغوغاءفي السيطرة عليه و خدله الشباب الشرفاء وتركوه لهم فضاع مني حيي حلمي فقررت ان اكون مشاهدا لا فاعلا و منفعلا .
رسالتي للشرفاء فإما أن تكونوا بفعلكم أو لا تكونوا باللامبالاتكم.
السؤال ما الداعي لهذا الاعتذار ؟
مؤخرا ذهبت للمقاطعة ( وكانت هذه النقطة التي افاضت الكأس ) من أجل تصحيح إمضاء و المعروف أن هناك شباكين لهذه العملية فوجدت واحدا هو الذي يشتغل . ليس هناك مشكلة كبرت في هذا التعامل وقفت في اخر الصف الطويل انتظر كباقي المواطنين . لكني لا حظت بأن هناك فتاة بجلباب أبيض مخطط بالبني تقف بوثائقها وبطاقتها الوطنية تقف وحدها في الشباك الثاني قلت ربما هي لها مكانها في الصف ولكن كمسلمة لا ترغب في الاختلاط مع الذكور في نفس الصف ( هذه أخلاق العدالة)تنتظر دورها ، ولكن بعض لحظات حضر موظف يحمل الكتابين الكبيرين الخاصين بتصحيح الامضاءات وجلس في الشباك الثاني واخذ من الفتاة وثائقها. من غبائي و تحضري طلبت من نصف الصف الذي أمامي ان ينتقلوا الشباك الثاني ووقفت آخرهم فقد حضر من سيخفف من الزحام و يقوم بعمله . أتدرون ما حدث؟ 😂 نعم قام بتصحيح إمضاء الفتاة و حمل كتابيه و رحل من دون رجعة . والله لم افهم فتوجهت للمسؤول عن الامضاءات و سألته مستغربا عن تصرف الموظف فكان الجواب: له مهمات أخرى 😂😂 فسألته من تكون الفتاة ؟ فجلبابها و حذائها يدل على أنها منا . فأجابني نفس الجواب .
الذي أذاني ليس غباء الموظف الذي ما كان عليه ان يجلس في الشباك بل كان من الممكن أن يجلس في اي مكتب من المكاتب الكثييييييرة الفارغة ويقوم بما قام به، ولا جواب المسؤول فانا عشت مغرب الستينات الى التسعينات وهذا أمر عادي ولكن الذي آلمني هو رد فعل النصف الذي أخرجته من الصف عادوا كالخرفان للصف الأول ولم يساندني أحد في احتجاجي.شعرت بأني غريب وسط أناس اعتادوا السكوت على ابسط حقوقهم . ابسط الموظفين يعاملهم بوقاحة و لا يقوم بواجبه وهم لا يحركون ساكنا .
كيف يعقل في 2019 ان يعامل المواطنون من طرف أناس وظيفتهم و رزقهم مرتبط بخدمتهم و كيف يعامل موظفون بسطاء يعشون العوز و الحاجة بهذا الاستهتار مصدر رزقهم !!؟
والله لقد عملت جاهدا سواء على مستوى الانشطة الخاصة بحي العنق منذ بداية الثمانيناث ( و هذا الموضوع أتركه لفرصة اخرى وهو أكثر أهمية مما تطرقته له اليوم )أو على مستوى عملي كمدرس لابناء العنق لمدة 33 سنة( وهذا كذلك موضوع أتركه لفرصة اخرى ) لاجعل من حيي اروع مكان . لكن لا علم أشعر بأن حيي سرق مني!!!؟
خاتمة : موقع المقاطعة وابن حزم بنات ومحمد إقبال و المنار مساحات لعبت فيها وقضيت فيها طفولتي و مراهقتي و %30 من موظفي المقاطعة تلاميذتي و درست كذلك أبناء بعضهم.
إرسال تعليق